صاحبنا مهووس بحبّ التحف المتنوعة.. أفرد لها جناحا خاصا من داره الكبيرة، حيث كان يحتفظ بها تحت حراسة مشددة.. كان مهووسا حتى بجمع التحف "الآدمية والحيوانية".
وتبقى أهم تحفة أحبّها حبّا جمّا، تحفة ورثها عن والده عن جده.. عبارة عن كرسي مصنوع من خشب العرعر، ومرصع بكتابات ذهبية في شكل شجرة نسب.. شارك به في عدة معارض وطنية ودولية.. وحصل على جوائز و"شواهد تقديرية"..
إذا سألته عن الكرسي، ألقى عليك محاضرة طويلة مملّة، حتى تتمناه أن يسكت.
من هوسه بهذا الكرسي، أطال الجلوس عليه ثلاثة عقود، ولم يمل..
جالسا عليه، كان يأكل ويشرب وينام ويقضي حاجته بطريقة أو بأخرى، فلقبه الناس ب" مول الكرسي"،فاعتزّ بهذا اللقب أيّما اعتزاز..
راوده بعض جامعي التحف من أصدقائه على بيعهم الكرسي بثمن مغر.. أجابهم رافضا، رفضا باتا:
" لن أبيعه لكم، ولو منحتموني كل أموال الدنيا ".
فسألوه:
- لماذا تحب هذا الكرسي بهذا الجنون؟
أطال فيهم النظر، وردّ عليهم:
- آه! لو جلستم عليه طويلا، كما جلست أنا، ما سألتموني هذا السؤال.